 
                            2025/10/28 | 0 | 201
الدكتور طاھر البحراني: فیض بصرٍ ونداء إنسان
في أرضِ الأحساء — حيث تنساب النخيل كأسماء تهدي الهواء ظلالًا ظهر رجل جعل من ضياء العين رسالة ، ومن عين المريض قلباً يأوي. الدكتور طاهر البحراني ، طبيب عيون لم يكن فقط ناقلاً للعلم بل صار حاملاً للرحمة في غرفة الفحص ، وصانعاً لصوت يطمئن الخائفين من ظلام قد يهدد عالمهم البسيط .
النشأة والدرب المشرق
بدأت مسيرة الدكتور طاهر البحراني من حب مبكر للعلم ، وإيمان متجذر بأن العين ليست مجرد عضو ينظر به الإنسان ، بل بوابة إلى العالم ، وإلى النفس. وقد تجلى هذا الاعتقاد حينما أسس في الأحساء «مجمع الدكتور طاهر بن حسين البحراني المتخصص (مركز العيون سابقا)»، وهو أول مركز متخصص في طب وجراحة العيون في المحافظة — ما يفوق عشرين عاما من العطاء .
لا تحيا حياة طبيب للعيون ، في مجملها ، إلا بين دفتي العلم والإنسانية في مختبره تتلاقى التقنيات مع التواضع ، وفي عيادته تلتقي الدقة العلمية مع صبر لا ينفد هذا المزج بين تخصص يتطلب يقظة المجهر وحسا إنسانيا دقيقا هو ما يمنح العمل معنى أعمق: إنقاذ بصر ليس مجرد مسألة عضوية ، بل إعادة ضوء إلى ذاكرة أم عاشت لتراها طفلتها تكبر ، وإرجاع الطرقات إلى عين سائق يعمل ليعيل أسرته .
على المستوى العلمي ، لا انحناء أمام العاطفة لوضع الحقائق ، فطب العيون يتطور يوما بعد يوم: جراحة الماء الأبيض ، علاج الشبكية بالليزر ، جراحات القرنية وزراعة الأنسجة — كل هذا علم ناضج يتطلب تحديثا مستمرا وها هنا يكمن تميز الدكتور طاهر: رجل يقرأ أبحاث الغد كما يقرأُ صفحةَ مريضه لا يفصل العلم عن التطبيق ، ولا التطبيق عن ذاك القلب الحي هو من أهل البدائل العلاجية المنطقية ، ومن دعاة تدريب الممارسين الصغار حتى يصبح العنوان ليس اسمه فقط ، بل مدرسة في العلاج والإنسانية .
لكن ليس الطب وحده ما يكتب سيرته فثمة سجال ثقافي وحضاري يعيشه الممارس الصحي في مجتمع محافظ يحب أن يبقى على تماس مع قيمه وهنا يظهر الدكتور طاهر كحلقة رباط بين الحداثة والمحافظة: يتعامل مع أحدث بروتوكولات الرعاية ، ويبنى في الوقت نفسه على منظومة احترام للخصوصية والعائلة ، يفسر الفحص بلغة يفهمها المريض ويطمئنه دون استعلاء ، ويحتفظ لطلابه بنبرة المعلم التي تشجع على التفكير النقدي .
وما زادت هذه الصورة رونقا إلا التواضع في الممارسة فثروته الحقيقية ليست في الشهادات المعلقة على الجدار ، بل في زيارة يقيمها مريض جاءه بعد سنوات من العمى الجزئي ، فيحكي بصوت يختلط فيه الامتنان والدهشة: “لقد أعاد لي الدكتور طاهر جزءا من حياتي”. كلمات بسيطة ، لكنها توضح ما لا يسعه أي تقرير محاسب — أثر الطبيب على إنسان منقذ في ذاته .
ولأن العين نافذة إلى الذاكرة ، فإن أعماله تمتد إلى المجتمع: حملات فحص مجانية في القرى ، ندوات توعية عن الصحة البصرية للأطفال، وتنسيق مع المدارس لتقليل العوامل التي تؤثر على النظر لدى الصغار ، هذه المبادرات تظهر فهماً عميقاً للمسؤولية: الوقاية خير من العلاج ، وصحة العين تستحق استثمارا مجتمعيا طويل الأمد .
في أدب المرضى وحديث الليل الطبي ، يبرز أيضاً جانب إنساني لا يقل أهمية عن الجانب المهني: لطفه مع كبار السن ، وإصغاؤه لصغائر المتاعب التي قد تبدو للوهلة الأولى طفيفة لكنها تثقل كاهل المريض ، إن الطب التفصيلي لا يعني القسوة ، بل دقة في الرعاية موازية لدفء إنساني وهذا بالذات ما يمنح صورته استمرارية في ذاكرة المجتمع.
جديد الموقع
- 2025-10-31 بإجمالي جوائز 50 ألف ريال.. المسعودي يتوج أبطال المملكة في الشطرنج
- 2025-10-31 سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للزراعة العضوية
- 2025-10-31 زراعة الخلايا الجذعية تحت الدراسة في علاجات العظام... استشاري جراحة عظام: المملكة تقدمت في اجراء العمليات واستبدال المفاصل باستخدام الذكاء الاصطناعي والرويبوت
- 2025-10-31 جائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي في دورتها الثامنة تفتح باب الترشيح في 6)) مجالات نظرية وتطبيقية
- 2025-10-31 تجمع الأحساء الصحي يحقق نموًا لافتًا في خدمات جراحة وسرطان الثدي
- 2025-10-30 علاقة محتملة بين القراءة والرشاقة
- 2025-10-29 (شُعلَة المَعْبَـد) شعلةُ العَـوْدة
- 2025-10-29 غسان الناصر يحصد المركز الأول في النسخه الأولى من جائزه الأسره المثاليه
- 2025-10-29 متحف زمني في بيتك
- 2025-10-29 تجمع الأحساء الصحي يحقق إنجازًا طبيًا متقدمًا في جراحات الروبوت
 
					 
                                 
                                 
                                